شاركها 0FacebookTwitter 1.5K كتاب للباحث مصطفى الحسناوي يفكك التنظيمات المتطرفة بالمغرب انقلابي.pdf View Fullscreen × صدر حديثا للباحث مصطفى الحسناوي كتاب جديد بعنوان “قصة الإسلام الانقلابي.. أحزاب الخلافة وجماعات الجهاد وأنصار الشريعة” عن منشورات دار الأمان. الكتاب الجديد للباحث والإعلامي عبارة عن سفر ممتد بين التيارات والمدارس والخلايا والتنظيمات التي تتفرع إلى سلفية وصوفية وحركية، لكن يجمعها هدف إقامة إمارة إسلامية، أو خلافة، أو دولة إسلامية أو مشروع حكم آخر، ولا تؤمن بشرعية الملكية أو إمارة المؤمنين أو المخزن. في هذا الخاص تتوقف “الصباح” عند أهم مضامين هذا الكتاب الذي يكشف انطلاقا من تجربة شخصية وبحثية وإعلامية، خبايا التنظيمات الإسلامية بالمغرب ونزوعها الانقلابي. إعداد: عزيز المجدوب يعرّف مصطفى الحسناوي الإسلام الانقلابي بأنه إيديولوجيا ثورية انقلابية، تشتغل على إفقاد المواطنين الثقة في القوانين والمؤسسات وزعزعة نظام الحكم، والانقلاب عليه أو إضعافه وتهييء ظروف إسقاطه، مستعينة بخطاب ديني تحريضي قد يتطور، إذا سمحت الظروف، إلى التحريض على استعمال السلاح. وينطلق الحسناوي في تفكيكه لبنية خطاب الإسلام الانقلابي، من تجاربه الشخصية التي قادته لأزيد من عشرين سنة وسط تنظيمات وتيارات إسلامية مختلفة، فضلا عن تجارب إعلامية مكنته من محاورات عشرات القياديين والمنتسبين إلى هذه الحركات، فضلا عن تجربة سجنية أتاحت له التوغل أكثر في عمق هذه التجارب، وتكوين صورة متكاملة عنها، بعد أن أخذ مسافة اضطرارية منها، وبات ينظر إليها من الخارج. مرتكزات ومنطلقات يرى الحسناوي أن العديد من الحركات الإسلامية الانقلابية تنطلق من مجموعة من الأفكار التي يناقشها ويضعها محل النقد مثل فكرة “الاستقرار والازدهار في ظل الخلافة الراشدة” والتي يعتبرها، قياسا إلى تجربته الشخصية، مجرد وهم، بل يخصص لها الفصل الأول من الكتاب من أجل مناقشتها وتفكيكها. ويرى الباحث والإعلامي الشاب أن “غياب الحكم بما أنزل الله، هو واحد من المبررات الأساسية التي تستند إليها الجهادية سواء كانت سالبة أو موجبة، لتضفي الشرعية على دعوتها والمصداقية لوجودها. الهدف الذي تشتغل عليه الجهادية، هو الوصول إلى الحكم، أو المساهمة في إسقاط أو إضعاف السلطة القائمة”. ويرى أن “المبرر الديني الرئيسي لذلك، هو اتهام السلطة بالحكم بغير ما أنزل الله، أو تبديل الشرع، أو سن القوانين المخالفة للشريعة، وغياب العدل والشورى”، والاستعانة بشكل ثانوي بوجود المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والحقوقية، من أجل الادعاء أن النموذج الذي تبشر به يحل جميع المشاكل. كما تُصَور الحركات الجهادية الوضع قبل الدولة الوطنية، على أنه كان مثاليا، وكانت الدولة الإسلامية مستقلة قوية متماسكة عادلة، ولم يكن أي صوت يعلو على صوت الشريعة ورحمتها وعدلها. وهنا يناقش الحسناوي هاته الأفكار من خلال العودة إلى استعراض محطات من تاريخ الدولة الإسلامية السياسي، معتبرا أن الثابت فيه عبر تعاقب القرون هو أنه “تاريخ حروب وصراعات داخلية ومؤامرات على الحكم، وانقسامات وثورات وانقلابات واغتيالات داخل العائلة الحاكمة الواحدة وبين الإخوة”. ويرى الحسناوي أن الحركات الإسلامية المعاصرة، تقوم بتصوير التاريخ السياسي الإسلامي، على أنه “تاريخ نقي ناصع مزدهر، منذ قيام الدولة الإسلامية الأولى، إلى مجيء الاحتلال وقيام الدولة الوطنية الحديثة، التي أبعدت الشريعة وانقلبت على الحكم بما أنزل الله، فعاقب الله الأمة بالاستبداد والفساد والفتن والحروب والمؤامرات والتخلف والجهل… ولا حل لهذه المعضلة إلا بالعودة إلى الحكم الإسلامي، وتطبيق الشريعة، وإعادة الخلافة.” ويضيف أن الإيديولوجيا الانقلابية تستغل هذا الطرح، من أجل الشحن والتحريض لإسقاط المؤسسات والحكومات، وتعويضها بولاة أمر شرعيين وخلفاء يحكمون بالكتاب والسنة، ويقيمون دولة الشريعة والخلافة الراشدة. وحتى يتجنب التعميم يميز الحسناوي بين الحركات الإسلامية معتبرا أن هناك حركات تشتغل على الجانب الروحي والتربوي، وأخرى تشتغل على الجانب العقدي والفقهي، وجماعات تسعى للمشاركة السياسية، في المقابل هناك جماعات تشتغل على موضوع الحكم، وتسعى للوصول إلى السلطة، بمشاريع تجعل من الخلافة والشريعة والجهاد والحكم بما أنزل الله هدفا لها. الإسلام الحركي… رغم أن الجهاد والانقلاب والتطرف ارتبط في الأدبيات المعاصرة بالسلفية، إلا أن التاريخ يسجل أن بعض الطرق والزوايا وشيوخ الصوفية، هم أيضا طمعوا في السلطة وقاموا بانقلابات وتمردات وثورات. ويستعيد الحسناوي نماذج من الحركات التي جمعت بين البعد الصوفي والطموح إلى السلطة، بدءا بالحركة الدلائية في القرن السابع عشر، مرورا بحركة الشيخ الزيتوني بالقرن التاسع عشر، وكذلك الشيخ الكتاني خلال النصف الأول من القرن العشرين، وصولا إلى الشيخ عبد السلام ياسين، مؤسس حركة العدل والإحسان. وتعتبر جماعة العدل والإحسان، حسب الحسناوي، أحد مكونات الحركة الإسلامية المغربية المعاصرة، لكن نشأنها وتكوينها مختلف عن الإسلام الحركي، فهي جماعة صوفية، خرجت من رحم الطريقة البودشيشية القادرية، ومرت بتحولات وتطورات، ودامت مرحلة تأسيسها قبل استقرارها على اسم واحد، ما يقارب 13 سنة. ويرصد المؤلف تطور الأحداث في اتجاه نشأة حركة العدل والإحسان بدءا من منتصف السبعينات إلى حدود نهاية الثمانيات من القرن الماضي. ويفكك الحسناوي البنية الإيديولوجية لجماعة العدل والإحسان، معتبرا أنها لا تعترف بشرعية الملك ولا بإمارة المؤمنين، وتدعو بالمقابل إلى إقامة خلافة راشدة على المنهاج النبوي، عبر المرور بمراحل من الدعوة والتربية تنتهي بالتغيير الانقلابي والشامل والزحف والقومة (ثورة شعبية). ويرى الحسناوي أن حديث النبي محمد، عن الخلافة والملك العضوض والملك الجبري، هو العمود الفقري لدعوة الجماعة ومشروعها. وهو حديث يدين كل النماذج السياسية التي أتت بعد الخلافة الراشدة، وأشكال الحكم التي عرفها التاريخ الإسلامي، من خلافة أموية وعباسية وعثمانية وإمارات وسلطنات ودول قطرية معاصرة ملكية أو جمهورية… ويضيف أن الجماعة تريد إعادة عقارب الساعة إلى الفترة الزمنية بين 11 هجرية و4. حيث تعاقب على حكم الجزيرة العربية وما حولها، أربعة خلفاء قتل منهم ثلاثة، واندلعت قلاقل ومشاكل ومؤامرات واغتيالات وانقلابات… هذا هو النموذج المثالي بالنسبة إلى الجماعة، الذي ينبغي أن يحتذى. والفكرة المحورية والرئيسية، هي إقامة الخلافة والتبشير بعودة دولة الإسلام، وانتقاد الملكية التي ذمها الحديث النبوي، وسماها عضوضية وجبرية، يبدو ذلك واضحا جليا في عدد من الكتب التي ألفها عبد السلام ياسين. في المقابل فإن الجماعة في بيانات أو تصريحات أخرى تتخبط بين الدعوة لدولة إسلامية، ودولة تعددية، والقبول بالديمقراطية، والملكية البرلمانية، والخلافة الراشدة (على منهاج النبوة)، والجمهورية (جمهورية راشدة على منهاج النبوة) والتوبة العمرية (ملكية راشدة على منهاج النبوة). غزوة الشواطى أ ف ب خطاب التقية واستعرض الحسناوي في بقية فصول الكتاب مختلف التنظيمات والحركات والتيارات الإسلامية بدءا ب”حزب الخلافة” الذي كان “أول حزب مغربي دعا إلى عودة الخلافة”، وحزب التحرير. كما توقف عند تأسيس مرحلة “الشبيبة الإسلامية” ومسار تأسيس “جماعة العدل والإحسان” والتشظي الداخلي الذي تعيشه اليوم، ومرحلة “الجهاد الجامعي”، و”المغاربة الأفغان”، وخلايا “السلفية الجهادية”، و”الإمارات الإسلامية” في القرى والأحياء السكنية، و”حركة بلعيرج” و”السلفية الجهادية النسائية” و”الانقلابيين” خارج حدود المغرب. كما اهتم الكتاب بـ”فوضى المراجعات السلفية”، مع تقديم نماذج للتقية وتخفيفِ حدة الخطاب مع التمسك بالقناعات نفسها. وفي هذا السياق فقد فضح الكتاب السلوك الازدواجي وأسلوب التقية التي تحاول من خلاله بعض التنظيمات إخفاء عقيدة التكفير والعنف التي تتبناها، حتى لا تصطدم بالدولة وهي لم تمتلك بعد القوة والعدة للمواجهة. وقدم المؤلف نماذج وأمثلة منها ما يخص جمعية المغراوي التي تتظاهر بطاعة ولي الأمر وعدم الخروج عليه، بينما تضمر له نقيض ما تعلن ويقول الحسناوي بهذا الصدد “من المفاجآت التي صدمتني آنذاك بخصوص موضوع التكفير هذا، أن عددا ممن يعرفون الشيخ المغراوي عن قرب، كانوا يتناقشون في تكفيره للملك الحسن الثاني في مجالسه الخاصة مع أقرب مقربيه. لم أستوعب كيف أن مدرسة سلفية، أهم ما يميزها هو تشددها في موضوع التكفير، وغلق أبوابه ومنافذه، وإحاطته بالشروط والموانع الكثيرة، ودفاعها عن ولاة الأمر، كيف لشيخها في المغرب، أن يكون له هذا الموقف السري من الملك في مجالسه الخاصة مع المقربين منه، ثم يعلن خلاف هذا الموقف في مواقفه المعلنة، وقد أكد لي هذا الموقف أكثر من شخص، سمعه منه مباشرة”. التراث.. الخزان الانقلابي ورغم المسارات التي اتخذتها التنظيمات الإسلامية المتطرفة وانكشاف مشاريعها، خاصة بعد الربيع العربي، إلا أن الحسناوي يرى أن أسباب إمكان تجدد أو نجاح المشروع الانقلابي، أيا كانت خلفيته، ما زالت قائمة بوجود “الخزان التراثي الذي يزود الخطاب الانقلابي بالقصص والسرديات والمنطلقات والأهداف والتسويغات والتبريرات الانقلابية” و”وجود الحاضنة الشعبية الساذجة، التي تناصر الفكرة الانقلابية دون معرفة بحقيقتها وتفاصيلها، وتتخيل فيها الحل لأزماتها”. كما شدد الكتاب على “قدرة الحركات الانقلابية على التأقلم والتكيف والتلون، بحسب الظروف والسياقات (…) من استعمال القوة المفرطة إلى استعمال القوة الناعمة، ومن اعتزال المجتمع إلى التسلل والتسرب داخله”، إضافة إلى “قدرة التيارات الانقلابية على إعادة الإنتاج وإعادة تدوير أفكارها، والقدرة على إبقاء الفكرة الانقلابية جذابة داخل رؤوس الأتباع، ولو اقتضى الأمر الاستعانة بالأحلام والوعود الكاذبة”. ومن الأخطار التي قد تؤدي أيضا إلى نجاح مشاريع انقلابية “وجود أنظمة سياسية وجهات استخباراتية، تتقاطع أحيانا مصالحها مع التوجه الانقلابي، ومن الممكن أن تخترق أو توظف أو تشجع جماعة انقلابية، وتساعدها على تنفيذ مشروعها كليا أو جزئيا، في أية لحظة”. قد تعجبك أيضاً اعتناق المغاربة للمسيحية من الإيمان إلى الشك سلسلة جريدة الصباح عن كتاب المجاطي مجلة المجتمع شاركها 0 FacebookTwitter admin المقالة السابقة حوار مع جريدة حقائق المقالة التالية ملف جريدة الأيام قد تعجبك أيضاً من الإيمان إلى الشك ديسمبر 16, 2023 سلسلة جريدة الصباح عن كتاب المجاطي ديسمبر 16, 2023 تغطية ماروك إيبدو ديسمبر 16, 2023 اعتناق المغاربة للمسيحية ديسمبر 31, 2023 الأدوار السياسية على جريدة السبيل ديسمبر 23, 2023 مجلة المجتمع ديسمبر 15, 2023 كتاب سجون وأشجان على جريدة الأيام ديسمبر 23, 2023 حوار مع الاتحاد الاشتراكي ديسمبر 16, 2023 حوار مع جريدة حقائق ديسمبر 17, 2023 ملف جريدة الأيام ديسمبر 18, 2023 اترك تعليقًا إلغاء الرد احفظ اسمي، البريد الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح للمرة القادمة التي سأعلق فيها.